السبت، 31 أكتوبر 2009

هل اصبح الاعلام ذو حد واحد ؟!!!!!


لطالما ارتبط مفهوم الإعلام في نظري بمثلث متساوي الأضلاع (الخبرالمعلومة - الحقيقة ) لتشكل في النهاية الدعائم الأساسية لتكوين الرأي الصائب نحو واقع معين أو قضية ما . باعتباره أحد الوسائل الهامة نحو إيجاد رأي عام مستنير واعي ومدرك لما يدور حوله بعقلانية بعيد عن الانفعالية .

إلا أن المتابع للإعلام وما يملكه من قدرة خاصة في نشر الأفكار والتأثير في الناس يجد أنه اصبح يستخدم من الناحية التطبيقية للتأثيرالانفعالي والعاطفي على المتلقي إماعن طريق نقل الاخبار والحقائق وإغفال البعض الآخر والتي قد تكون بذات الأهمية ، أو عن طريق صنع الخبر بصورة تبعده كل البعد عن وقعه الحقيقي فيما يعرف ( بالفبركة الإعلامية ) والتي طالت كل المجالات سياسية كانت أو فنية أو اجتماعية- الأمر الذي جعل من هذا الأسلوب في الصناعة الإعلامية المبني على الإنتقائية وضعف المصداقية وسيلة في ابعاد الاعلام عن دوره الحقيقي في مخاطبة العقل لا العاطفة والبحث عن الحقيقة لا المصلحة.

فكثير من وسائل الإعلام أصبحت تتبنى المزاج العام كسياسة عامة والذي هو في الاساس ضحية لهذا الإعلام ،فأخذت تتغير وتتلون بتغير هذا المزاج وبدلا من أن ترتقي بالرأي العام لمزيد من الوعي والموضوعية !!أصبحت تسعى لتعميق الجهل والسطحية، وتبني التعصب والطائفية، و الغلو في الرأي. بل أنها اصبحت تجيّر الرأي العام لتبني توجهاتها بحجة شفافية وحرية الطرح الذي لايعرف أن للحرية حدودا تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين .

قد لا أكون ذات خبرة إعلامية ولكني أتحدث من واقع كوني متلقية للإعلام بكل صوره المرئية والمقروءة والمسموعة والتي أرى أنها لا يجب أن تساير ما هو سائد ورائجلأن الجانب المشرق للرسالة الإعلامية يحتم على الإعلام أن يضطلع بدوره في تثقيف الناس لا مسايرتهموأن يكون مرآه تعكس الواقع ولا تلفقه ، والأهم من ذلك أن يكون الاعلام ميدان إبداع لا حلبة صراع.


ليست هناك تعليقات: